تعالت أصوات مجموعة من ساكنة طنجة، منذ يومين، مشتكية من تغير طعم الماء الصالح للشرب، خصوصا عبر تدوينات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
شكاوى المواطنين المتطابقة أشارت إلى أن طعم الماء يوحي بامتزاجه بزيت الزيتون، بينما حذر آخرون من أن انفجارا لإحدى قنوات الصرف الصحي أدى إلى امتزاج الماء الشروب بالمياه العادمة.
وعلى إثر ذلك، أصدر كل من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وشركة أمانديس المفوض لها تدبير القطاع بيانا مشتركا أوضحا فيه أنه تم أخذ عينات أخرى من مختلف نقاط التوزيع وعبر الشبكة، “وتم تحليلها من طرف المختبر العمومي للتجارب والدراسات، حيث أكدت نتائج التحليلات صحة وسلامة مياه الشرب الموزعة ومطابقتها لمعايير الجودة المعمول بها وطنيا”.
كما أكد البيان، الذي توصلت هسبريس بنسخة منه، أن الماء الصالح للشرب يخضع لمراقبة مختبرية على مدار الساعة، خلال مرحلتي الاستقبال والتوزيع، من طرف مختبرات محلية متمركزة بوحدات الإنتاج الرئيسية التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ثم مراقبة دورية من طرف مختبر مركزي معتمد لنفس المكتب”.
وعلى مستوى التوزيع، الذي تشرف عليه أمانديس، “تقوم هذه الأخيرة عبر مختبرها بمراقبة مستمرة لجودة المياه، من أجل التأكد من مطابقتها لمعايير الجودة والسلامة المعمول بها وطنيا”، يقول البيان.
من جانبه، سجّل حسن الحداد، فاعل جمعوي مهتمّ بحماية المستهلك، غياب المعلومة حول النقطة التي سجل فيها الحدث، مؤكدا عدم وجود خبر موثوق حول تعرض محطات الضخ لأي خلل أو عطب، وأن محطة شرف العقاب ومحطة عين دالية وحتى محطة التصفية الرئيسية بالمنزلة “تعمل بشكل عادي”.
في المقابل، سجّل الحداد أن الشبكة الخاصة بالماء الصالح للشرب في بعض المحطات والأحياء “توجد عارية فوق سطح الأرض، وفي متناول الجميع، بحيث يمكن التلاعب بها، كما أن شبكة الصرف الصحي والمياه الشتوية اختنقت في عدة مناطق نظرا لغزارة الأمطار مؤخرا وسجلت فيضانات في مناطق عديدة، وبما أنها تتواجد بجوار شبكة الماء الصالح للشرب، هناك احتمال تأثيرها عليها لأنه كما يعلم الجميع الشبكة تعرف تسريبات في مناطق عدة”.
وأضاف الفاعل الجمعوي أن الاحتمال الآخر لتغير طعم الماء “قد يكون راجعا إلى ارتفاع كميات المياه المخزنة بفعل الأمطار، وبالتالي تأثير الأوحال والطحالب، التي تشكل نسبة كبيرة في السد نظرا لعدم تنقيته وتنظيفه؛ ما يؤثر على اللون والطعم، لكن هذا لا يعني أن الماء لم يتم تكريره وتحليله وفق المقاييس والمعايير الوطنية قبل ضخه في الشبكة”.
ودعا المتحدث، في تصريح لهسبريس، كلا من المجلس الجماعي وأمانديس إلى ضرورة توفير مختبرات متنقلة “تقوم يوميا بمتابعة ورصد التسربات وإجراء التحاليل لعينات في أماكن مختلفة بالمدينة بشكل روتيني، والتركيز على النقط السوداء، مع توفير، أيضا، مختبر عمومي خاص بشكايات المواطنين يكون بتكلفة في متناول المشتكي”.